صديقة الأيتام
L'Amie Des Orphelins
تمهيد للنص:
خصصت سوسن صبيحة يوم الجمعة من كل أسبوع لقضائه مع أطفال مركز رعاية الأيتام، حيث تقص عليهم الحكايات المسلية في حلقات أسبوعية مسلسلة. إحدى هذه الحكايات "مغامرات الخالة صابرة والطفلة نجيبة"، وتجري أحداثها في جزيرة الخيرات. أراد حاكمها الظالم "عرمط" اغتصاب أرض الخالة صابرة ليبني قصره فيها، وسلط وزيره "قافز المكار" ورئيس البلدية "ملهوف الأكال" ليستوليا على منزل صابرة وأرضها بالمكر والحيلة. كانت سوسن تحرك جسمها ويديها وتلون صوتها لتعبر عن شخصيات الحكاية. كانت تنفخ جسمها وتغلظ صوتها حين تريد أن تقلد عرمط. وإذا قلصت جسمها وقصرت قامتها ووضعت يديها على جانبي رأسها لتدل على ضخامته، وتكلمت من أنفها وتحدثت ببطء وهدوء فهذا يعني أن قافز المكار يتكلم. وحين تضع يديها على كرشها ثم تبعدهما عنه فهذا يعني بروز كرش ملهوف الأكال الذي يتكلم بسرعة ويقول بين الجملة والجملة: "هَمْ هَمْ هَمْ هَمْ".
وهذا النص يلخص بعض الحلقات من هذه الحكاية:
" لم تنقطع سوسن عن زيارة مركز رعاية الأيتام وإسعاد الأطفال. تابعت خلال زياراتها الأسبوعية حلقات حكاية الخالة صابرة وشجاعتها في مقاومة مؤامرات "عرمط". روت لهم في إحدى الحلقات كيف حاول قافز المكار وملهوف الأكال إخافتها. حضرا في الليل والتفا بملاءتين بيضاوين وأخذا يقفزان في ساحة الدار وأخذا يضربان على زجاج نافذة نومها حتى أيقظاها. أرادا أن يقنعاها أنهما شبحان، فإما أن تخاف وتبيع منزلها وإما أن تخبر أهل الجزيرة بوجود أشباح في منزلها، وفي هذه الحالة يتهمها قافز وملهوف بالجنون ويضعانها في المصحة ويستوليان على منزلها وأرضها. نهضت الطفلة نجيبة من نومها على صوت نقر الزجاج. لكنها كانت شجاعة فلم تخف، وأخبرت صابرة أن الأستاذ عارف أوضح لهم أنْ لا وجود للأشباح إلا في الحكايات، وأنّ هذين ليسا شبحيْن بل هما لصان يريدان تخويفهما بقصد السرقة. أخذت صابرة عصا المكنسة وخرجت إليهما فأشبعتهما ضربا: "إن كنتما شبحين فلن تؤذيكما العصا، وإن كنتما لصين فخذا جزاءكما". هرب الاثنان وهما يصرخان ويتوجعان من الألم، وفشلت خطتهما.
وفي حلقة ثانية أحضر لها ملهوف الأكال وقافز المكار أكياس السكر والسميد والأرز والجوز واللوز والفستق وصفائح السمن والزيت والجبن وأقراط الموز وعراجين التمر. أخبراها بأنها مؤونة السنة هدية من سيدهما عرمط. واتفقا أن يرسلا في الليل من يسرق هذه الأرزاق ثم يطالبانها بها في اليوم التالي، وليس معها لتدفع ثمنها فيصادران منزلها وأرضها لبناء القصر.
أرسلت صابرة إلى جيرانها وإلى الفقراء من أهل الجزيرة فوزعت الأرزاق عليهم. كانت نجيبة تكتب قائمة بأسماء من استلموها. وحين عاد قافز وملهوف في اليوم التالي لم يجدوا الأرزاق وظنوا أنها سرقت. أخبراها أن الأرزاق وضعت أمانة عندها وأن عرمط طلب إعادتها فورا أو دفع ثمنها. قالت صابرة: "وزعتها على الفقراء وهذه قائمة بأسمائهم، فاذهبوا واطلبوها منهم". لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا. خسروا الأرزاق، وفشلت الخطة.
وفي حلقة أخرى نثر قافز وملهوف في منزل صابرة بعض العطوس الممزوج بالفلفل الحار والفلفل الأسود فبدأت صابرة ونجيبة تعطسان بشدة. ادعى قافز وملهوف أنهما مصابتان بوباء أنفلونزا الذباب، وهو داء خطير لم يسمع به أحد من قبل. طلبا من سكان الجزيرة وضعهما في قارب وإطلاقه في البحر حتى لا ينتقل إليهم الوباء بالعدوى. اكتشف الأستاذ عارف خطتهما حين وجد بقايا العطوس والفلفل في أرض المنزل فنثرهما في وجه قافز وملهوف فبدآ يعطسان باستمرار. قال لهما عارف: "أنتما مصابان بالوباء ويجب وضعكما في قارب أيضا وإخراجكما من الجزيرة". كانا يتكلمان بصعوبة وهما يعطسان وأخبراه بأنهما نثرا قليلا من العطوس والفلفل بقصد المزاح. ضحك سكان الجزيرة وسخروا منهما، وفشلت خطتهما.
كان الأطفال يصفقون في كل مرة تنتصر فيها الخالة صابرة على الأشرار وهم في قمة السرور والسعادة لانتصار العدل على الظلم. أما سوسن فسعادتها لا توصف وهي تراهم يصفقون ويضحكون".
"القاضية والملياردير" – "الخيط التاسع"
الأسئلة:
1- هل استطاع قافز المكار وملهوف الأكال إخافة الخالة صابرة وإقناعها بأنهما شبحان؟ وكيف استطاعت كشف لعبتهما؟ وماذا فعلت بهما؟
2- ما الذي أحضره قافز وملهوف لها؟ وماذا كان غرضهما؟ وهل نجحت خطتهما؟
3- ما الوباء الذي ادعى قافز وملهوف أن الخالة صابرة والطفلة نجيبة مصابتان به؟
وهل يوجد مثل هذا الوباء حقا؟ ومن كشف خطتهما؟ وكيف؟
4- لماذا كان الأطفال يصفقون في كل مرة تنتصر فيها الخالة صابرة على قافز وملهوف؟ وماذا يعني ذلك في نظرك؟
5- لماذا سُمِّيَتْ سوسن صديقة الأيتام؟
6- لماذا كانت سوسن تحرك جسمها ويديها وتلون صوتها عند رواية الحكاية؟
7- ما هي قصص الأطفال التي قرأتها في الصغر؟ وما أجمل هذه القصص؟ وما مقدار تأثيرها عليك؟
8- ما اسم مجلة الأطفال التي كنت تحبها في طفولتك؟ وما الحكايات التي بقيت في ذاكرتك منها؟
9- لماذا تفرح سوسن بإدخال السعادة إلى قلوب الأطفال؟ وأيهما أسعد للإنسان وأبهج للروح: العطاء أم الأخذ؟